تفسير القرطبي

ألا إنَّ رَبِّي أمرني أنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا علَّمَني يوْمِي هذا، كُلُّ مالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حلالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عبادي حُنَفاءَ كُلَّهم، وإنَّهُم أتتْهُمُ الشياطينُ فاجْتَالَتْهُمْ عن دينِهِمْ، وحَرَّمَتْ عليهم ما أحْلَلْتُ لهمْ، وأمرتهُمْ أنْ يُشْركُوا بِي ما لَمْ أُنزِلْ بهِ سُلْطَانًا، وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ، إِلَّا بقَايَا من أهْلِ الْكِتَابِ، وقال: إِنَّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وأَبْتَلِيَ بكَ، وأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ المَاءُ، تَقْرَؤُهُ نائِمًا ويَقْظَانَ، وإِنَّ اللهَ أمرنِي أنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: ربِّ إِذًا يَثْلَغُوا رأسِي فيدَعُوهُ خُبْزَةً، قال: اسْتَخْرِجْهُمْ كما اسْتَخْرَجُوكَ، واغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وقَاتِلْ بِمَنْ أطاعكَ مَنْ عصَاكَ، قال : وأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى ومُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قال : وأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أهْلًا ولَا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، ورجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمْسِي إِلَّا وهو يُخَادِعُكَ عن أهْلِكَ ومالِكَ وذَكَر الْبُخْلَ أو الكَذِبَ والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ عن عياض بن حمار صححه ابلالباني في صحيح الجامع وخلاصة حكم المحدث : صحيح

*

 تفسير القرطبي

Translate

السبت، 2 أبريل 2022

كناب من أقوال السلف في البلاء المؤلف فهد بن عبدالعزيز الشويرخ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من أقوال السلف في البلاء

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فمن سنن الله التي لا تتبدل: الابتلاء, ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه يبتلي بشيءٍ يسير, ولو ابتلى سبحانه وتعالى بشيء كثير لهلك العباد, قال عز وجل: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ) [البقرة:155]  

والمؤمن كلما كان أقوى إيماناً ازداد ابتلاءً وامتحاناً, فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو يوعك, فوضعت يدي عليه, فوجدت حرَّهُ بين يدي, فوق اللحاف, فقلت: يا رسول الله, ما أشدها عليك, قال (إنا كذلك, يُضعفُ لنا البلاء ويُضعفُ لنا الأجر ) قلتُ: يا رسول الله أيُّ الناس أشدُّ بلاءً ؟ قال: ( الأنبياء ) قلتُ: يا رسول الله ثمَّ من ؟ قال: ( ثم الصالحون, إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر, حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحوبها, وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء ) [أخرجه ابن ماجه, وصححه الألباني]

وعن أنس رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط.) [أخرجه الترمذي] فالبلاء فيه خير لمن وفقه الله, فصبر واحتسب الأجر, فخرج من دنياه خفيف الأوزار, قال أهل العلم: إذا أراد الله بعبده خيرًا أسرع له العقوبة بأنواع المكاره، وبصبِّ البلاء والمصائب عليه في الدنيا؛ ليخرجَ منها وليس عليه ذنبٌ، ومَن فعل ذلك معه فقد أعظم اللطف به والمنَّة عليه.

هذا وللسلف أقوال في البلاء جمعتُ ما يسر الله الكريم لي منها أسأل الله أن ينفع بها

من أسباب البلاء:

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المعاصي...من أسباب جلب البلاء وخصّ منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك.

** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قد جعل الله سبحانه نفوس المطمئنين إلى سواه أغراضاً لسهام البلاء ليعلم عباده وأولياءه أن المتعلق بغيره مقطوع والمطمئن إلى سواه عن مصالحه ومقاصده مصدود وممنوع. وقال رحمه الله: قوله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) [الرعد:11] فدلالة لفظها أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على عباده حتى يُغيروا طاعته بمعصيته, كما قال في الآية الأخرى: ( ذلك بأن ربك لم يكُ مُغيراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) [الأنفال:53] وإشارتها أنه إذا عاقب قوماً وابتلاهم, لم يغير ما بهم من العقوبة والبلاء حتى يغيروا ما بأنفسهم من المعصية إلى الطاعة, كما قال العباس عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نزل بلاء إلا بذنب, ولا رُفع إلا بتوبة )

أربع يعصمن من البلاء:

قال الإمام القرطبي رحمه الله: قيل: كل بلدة فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمام عادل لا يظلم, وعالم على سبيل الهدى, ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُحرضون على طلب العلم والقرآن, ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.

وجوب الصبر على البلاء لئلا يفضي إلى ما هو أشدّ منه:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الصبر على البلاء, وترك التضجر من الآلام, لئلا يفضي إلى أشدّ منها.

لا بدّ من الصبر على البلاء:

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل, فلا بد للمبتلى من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء, فإن تقلقلت قبل الوقت لم ينفع التقلقل...فلا بد من الصبر, والجزع لا يفيد, بل يفضح صاحبه, فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع.

من أسباب الصبر على البلاء

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: والصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة:

أحدها: شهود جزائها وثوابها. الثاني: شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها.

الثالث: شهود القدر السابق الجاري بها, وأنها مقدرة في أم الكتاب قبل أن تخلق, فلا بد منها, فجزعه لا يزيده إلا بلاء.

الرابع: شهوده حق الله عليه في تلك البلوى, وواجبه فيها, وهو الصبر بلا خلاف بين الأمة...فهو مأمور بأداء حق الله وعبوديته عليه في تلك البلوى, فلا بد له منه, وإلا تضاعفت عليه.

الخامس: شهود ترتبها عليه بذنبه, كما قال تعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )  [الشورى:30] وهذا عام في كل مصيبة دقيقة وجليلة, فيشغله شهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في رفع تلك المصيبة.

السادس: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسمها, وأن العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيده ومولاه

السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه إليه الطبيب العليم بمصلحته الرحيم به, فليصبر على تجرعه, ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه, فيذهب نفعه باطلاً.

الثامن: أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لا يحصل بدونه, فإذا طالعت نفسه كراهية هذا الدواء ومرارته فلينظر إلى عاقبته وحسن تأثيره, قال الله تعالى: ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [البقرة:216]

التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله, وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه, فيتبين حينئذ هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا ؟ فإن ثبت اصطفاه واجتباه...وجعل أولياه وحزبه خدماً له وعوناً له, وإن انقلب على وجهه ونكص على عقبيه طُرِدَ...وتضاعفت عليه المصيبة, وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها وزيادتها, ولكن سيعلم بعد ذلك بأن المصيبة في حقه صارت مصائب, كما يعلم الصابر أن المصيبة في حقه صارت نعماً عديدة, وما بين هاتين المنزلتين المتباينتين إلا صبر ساعة, وتشجيع القلب في تلك الساعة

العاشر أن يعلم أن سبحانه يربى عبده على السراء والضراء والنعمة والبلاء فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال فإن العبد على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال وأما عبد السراء والعافية الذي يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه فليس من عبيده الذين اختارهم لعبوديته.

وقال رحمه الله: هذه ثلاثة أشياء تبعث على الصبر على البلاء:

أحدها: ملاحظة حسن الجزاء, وعلى حسب ملاحظته والوثوق به ومطالعته يخفُّ حملُ البلاء لشهود العوض. الثاني: انتظار روح الفرج, يعني راحته ونسيمه ولذته فإن انتظاره ومطالعته وترقُّبه يخفف حمل المشقة, ولا سيما عند قوة الرجاء والقطع بالفرج

الثالث: تهوين البلية بأمرين:

أحدهما: أن يعدَّ نعم الله عليه وأياديه عنده, فإن عجز عن عدِّها وأيس من حصرها, هان عليه ما هو فيه من البلاء, ورآه بالنسبة إلى أيادي الله ونعمه كقطرةٍ من بحر

الثاني: أن يذكر سوالف النِّعم التي أنعم الله بها عليه, فهذا يتعلق بالماضي, وتعداد أيادي المنن يتعلق بالحال.

الصبر على البلاء عنوان السعادة:

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركًا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر؛ فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.

من فوائد البلاء:

** قال العلامة ابن رجب رحمه الله: ولنختم  بذكر نبذة يسيرة من لطائف البلايا وفوائدها وحكمها.

فمنها: تكفير الخطايا بها, والثواب على الصبر عليها.

ومنها: تذكر العبد بذنوبه فربما تاب ورجع منها إلى الله عز وجل.

ومنها: أنها توجب للعبد الرجوع بقلبه إلى الله, والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة, وذلك من أعظم فوائد البلاء, وقد ذم الله من لا يستكين له عند الشدائد, قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [المؤمنون:76] وقال: ( وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ ) [الأنعام:42]  وكان بعضهم إذا فتح له في الدعاء عند الشدائد لم يحب تعجيل إجابته خشية أن ينقطع عما فتح له.

ومنها: أن البلاء يوصل إلى قلبه لذة الصبر عليه, والرضا به, وذلك مقام عظيم جداً

ومنها: زوال قسوة القلوب وحدوث رقتها.

ومنها: أن البلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى مخلوق ويوجب له الإقبال على الخالق وحده. فالبلاء يوجب للعبد تحقيق التوحيد بقلبه وذلك أعلى المقامات وأشرف الدرجات.

ومنها: أن المؤمن إذا استبطأ الفرج ويئس منه ولا سيما بعد كثرة الدعاء وتضرعه ولم يظهر له أثر الإجابة, رجع إلى نفسه باللائمة ويقول لها: إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت, وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه, واعترافه له بأنه ليس بأهل إجابة دعائه فلذلك يسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب, فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله.

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الله عنده من المنازل العالية في دار كرامته ما لا ينالها إلا أهل البلاء.

وقال رحمه الله: النفس لا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء, كالذهب الذي لا يخلص جيِّدُه من رديئه حتى يُفتن في كير الامتحان.

** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: النفوس تكتسبُ من العافية الدائمة والنصر والغنى طغياناً وركوناً إلى العاجلة, وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والدار الآخرة, فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته, قيض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه, فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه, ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه, ولو تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه.

وقال رحمه الله: ولهذا كان من إتمام رحمة أرحم الراحمين: تسليط أنواع البلاء على العبد, فإنه أعلم بمصلحته, فابتلاؤه له وامتحانه, ومنعه من كثير من أعراضه وشهواته: من رحمته به, ولكن العبد لجهله وظُلمه يتهم ربه, ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه,...فمن رحمته: أن نغّص عليهم الدنيا وكدَّرها, لئلا يسكنوا إليها, ولا يطمئنوا إليها, ويرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره, فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان, فمنعهم ليُعطيهُم, وابتلاهم ليُعافهُم, وأماتهم ليُحييهم.

وقال رحمه الله: لو علم العبد أن نعمه الله عليه في البلاء ليست بدون نعمته عليه في العافية لشغل قلبه بشكره ولسانه بقوله ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) وكيف لا يشكر من قيض له ما يستخرج به خبثه ونحاسه, ويُصيره تبراً خالصاً يصلح لمجاورته والنظر إليه في داره ؟

** قال الحافظ ابن حجر: قال العلماء: وكان في قصة أحد وما أصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة: منها: أن الله هيأ لعبـاده المؤمنين منازل في دار كرامته لا تبلغها أعمالهم, فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها.

من أسباب دفع البلاء:

** قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: الفزع إلى الله...عند نزول البلاء

** قال ابن حجر رحمه الله أمروا باستدفاع البلاء بالذكر والدعاء والصلاة, والصدقة

** قال ابن القيم رحمه الله: ومن علاجه أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين, وأرحم الراحمين, وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به, ولا ليعذبه به, ولا ليجتاحه, وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه, وليسمع تضرعه وابتهاله, وليراه طريحاً ببابه, لائذاً بجنابه, مكسور القلب بين يديه, رافعاً قصص الشكوى إليه.

وقال رحمه الله: الدعاء من أنفع الأدوية, وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه, ويمنع نزوله ويرفعه, أو يخففه إذا نزل, وهو سلاح المؤمن, وله مع البلاء ثلاث مقامات:

أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.

الثاني: أن يكون أضعف من البلاء, فيقوى عليه البلاء, فيصاب به العبد, ولكن قد يخففه, وإن كان ضعيفاً.

الثالث: أن يتقاوما, ويمنع كل واحد منهما صاحبه.

وقال رحمه الله: من منازل (  إياك نعبدُ وإياك نستعين ) : منزلة الذِّكر...به يستدفعون الآفات, ويستكشفون الكربات, وتهون عليهم به المصيبات, إذا أظلهم البلاءُ فإليه ملجؤهم, وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم, فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون, ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون, يدعُ القلب الحزين ضاحكاً مسروراً.

وقال رحمه الله: للصدقة تأثيرٌ عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل مِن كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاءِ، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد جرَّبوه,

وقال رحمه الله: في الصدقة فوائدُ, ومنافع لا يحصيها إلا الله؛ فمنها أنها تقي مصارعَ السوء، وتدفع البلاء, حتى إنها لتدفَعُ عن الظالم.

وقال رحمه الله: النبي صلى الله عليه وسلم أمر في الكسوف بالصلاة, والعتاقة, والمبادرة إلى ذكر الله تعالى, والصدقة, فإن هذه الأمور تدفع أسباب البلاء.

وقال رحمه الله: وقد دخل في قوله: ( مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ) الاستعاذة من كلِّ شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان, أو غيره, إنسياً كان أو جنياً, أو هامة أو دابةً أو ريحاً أو صاعقةً, أو أي نوع كان من البلاء.

** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم (يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان) فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة. وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفعُ به البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم.

أهل الغفلة عن الله, والابتداع في دينه, هم أهل البلاء حقاً:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: والنظر إلى أهل البلاء, وهم أهل الغفلة عن الله والابتداع في دين الله فهذان الصنفان هم أهل البلاء حقاً فإذا رآهم وعلِمَ ما هم عليه عظمَت نعمةُ الله عليه في قلبه وصفت له وعرف قدرها فالضد يُظهرُ حسنه الضِّدُّ.

العاقل لا يتمنى البلاء لمن يكره, لأنه بذلك يتعجل جلب الشقاء والهم لنفسه:

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: رأيت...إلا من عصم الله تعالى وقليل ما هم, يتعجلون الشقاء والهمَّ لأنفسهم في الدنيا...من تمنى أشدّ البلاء لمن يكرهونه وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تُعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه, وأنهم لو صفوا نياتهم, وحسنوها لتعجلوا الراحة لأنفسهم, وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم, و لاقتنوا عظم الأجر في المعاد من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يُريدونه و يمنع كونه. فأيُّ غبنٍ أعظمُ من هذه الحال التي نبهنا عليها ؟ وأيُّ سعد أعظمُ من الذي دعونا إليه ؟

الفقيه من رأى البلاء نعمة:

قال سفيان الثوري رحمه الله: لم يفقه من لم يعد البلاء نعمة, والرخاء مصيبة. قال ابن العلامة القيم رحمه الله: قيل: إذا استكمل العبدُ حقيقة اليقين صار البلاءُ عنده نعمه, والمحنةً منحة.

من سعادة العبد أن يرده البلاء إلى ربه:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن فإن رده ذلك الابتلاء والامتحان إلى ربه, وجمعه عليه, وطرحه ببابه, فهو علامة سعادته وإرادة الخير به, والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت, فتقلع عنه حين تقلع, وقد عُوِّض منها أجلَّ عوض وأفضله, وهو رجوعه إلى الله بعد أن كان شارداً عنه, وإقباله عليه بعد أن كان نائياً عنه, وانطراحه على بابه وقد كان عنه معرضاً, وللوقوف على أبواب غيره متعرضاً.

وكانت البلية في حق هذا عين النعمة, وإن ساءته, وكرهها طبعه, ونفرت منها نفسه.

فربما كان مكروه النفوس إلى       محبوبها سبباً ما مثله  سبـب

وقوله تعالى في ذلك هو الشفاء والعصمة: ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [البقرة:216]

وإن لم يرده ذلك البلاء إليه, بل شرد قلبه عنه, ورده إلى الخلق, وأنساه ذكر ربه, والضراعة إليه, والضراعة إليه, والتذلل بين يديه, والتوبة والرجوع إليه, فهو علامة شقاوته وإرادة الشرّ به, فهذا إذا أقلع عنه البلاء رده إلى حكم طبيعته, وسلطان شهواته, ومرحه وفرحه, فجاءت طبيعتهُ عند القدرة بأنواع الأشر والبطر والإعراض عن شكر المنعم عليه بالسراء, كما أعرض عن ذكره والتضرع إليه في الضراء, فبليةُ هذا وبال عليه وعقوبة ونقص في حقه, وبلية الأول تطهير له ورحمة وتكميل, وبالله التوفيق

شدة البلاء كرامة للعبد:

قال كعب الأحبار رحمه الله: ما كرم عبد على الله إلا زاد البلاء عليه شدة.

مما يهون البلاء إذا نزل بالإنسان:

** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:

من نزلت به بلية فأراد تمحيقها فليتصورها أكثر مما هي تهن.

وليتوهم نزول أعظم منها ير الربح في الاقتصار عليها.

وليتلمح سرعة زوالها فإنه لولا كرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة.

وليتخيل ثوابها....العوض في الدنيا...وتلمح الأجر في الآخرة.

** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: إذا تصور العبد أجل ذلك البلاء وانقطاعه وأجل لقاء المبتلى سبحانه - هان عليه ما هو فيه وخف عليه حمله.

استلذاذ البلاء:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: المبتلى إذا قويت مشاهدته للمثوبة سكن قلبه واطمأنَّ بمشاهدة العوض حتى يستلذ بالبلاء ويراه نعمه, ولا يستبعد هذا فكثير من العقلاء إذا تحقق نفع الدواء الكريه فإنه يكاد يلتذَّ به, وملاحظته لنفعه تغنيه عن تألمه بمذاقه.

المسلم لا يستعجل البلاء, ويسال الله العافية  منه, فإن نزل به رضي وسلم:

قال ابن رجب رحمه الله: الرضا بالقضاء قبل وقوعه: فهو عزم على الرضا, وقد تنفسخ العزائم عند وقوع الحقائق, ومع هذا فلا ينبغي أن يستعجل العبد البلاء, بل يسأل الله العافية فإن نزل البلاء تلقاه بالرضا.

الشاكر الذي يشكر على البلاء:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قيل: الشاكر الذي يشكر على العطاء, والشكور الذي يشكر على البلاء.

بلاء يحتاج إلى صبر:

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: رأيت من البلاء العجاب أن المؤمن يدعو فلا يجاب, فيكرر الدعاء وتطول المدة, ولا يرى أثراً للإجابة, فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب. ولقد عَرَض لي من هذا الجنس, فإنه نزلت بي نازلة فدعوتُ وبالغتُ فلم أر الإجابة, فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده. فقلت له: إخسأ, يا لعين,...ثم عدت إلى نفسي فقلت: إياك...ووسوسته, فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك...في محاربة العدو لكفى في الحكمة.

الإيمان القوي يظهر أثره عند الابتلاء:

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: المؤمن...كلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه, وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثراً, وسيره لا يتغير, لأنه يعلم أنه مملوك, وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته...فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة, كما جرى لإبليس. والإيمان القوي يبين أثره عند قوة الابتلاء...فهناك يبين معنى قوله: ( ورضوا عنه )

قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية, فإذا نزل البلاء تباينوا.

الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة بنزول بلاء ليستعد له العبد:

قال الإمام القرطبي: الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله تعالى لا تسرّ رائيها, وإنما يريها الله تعالى المؤمن رفقاً به ورحمة, ليستعد لنزول البلاء قبل وقوعه, فإن أدرك تأولها بنفسه, وإلا سأل عنها من له أهلية ذلك. وقد رأى الشافعي رضي الله عنه وهو بمصر رؤيا لأحمد بن حنبل, تدل على محنته, فكتب إليه بذلك ليستعد لذلك.

عاقبة الرضا بالبلاء:

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: المؤمن يمشي مع البلاء كيفما مشي به...فتكون عاقبته العافية من البلاء, وحسن الخاتمة, ويوقى ميتة السوء.

ومن تواضع لعظمة الله وصبر على بلائه كانت عاقبته الجنة وسلم في الدنيا والآخرة.

 كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

===========

أسباب السعادة من أقوال أهل السعادة جمع فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

أسباب السعادة من أقوال أهل السعادة
جمع
فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

حقوق الطبع والنشر لكل مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فزوال الهموم, وذهاب الغموم, وجلاء الأحزان, وراحة البال, مطلب لكل إنسان في هذه الحياة, فهي السعادة التي ينشدها كل إنسان, لكن لا يمكن أن يسعد الإنسان ويرتاح وتزول همومه وغمومه وأحزانه, وهو فاقد لنعمة الإسلام, ونعمة الإيمان بالله, والهداية, وهؤلاء الكفار عندما فقدوا هذه النعم, صارت حياتهم: بؤس وشقاء, ورعب وهلع,, وخوف وأحزان, وهموم وغموم, رغم ما يتمتعون به من نعم دنيوية, قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: السعادة في الدنيا والآخرة ليست بوجود الأسباب الدنيوية فهم عندهم [أي: الكفار]من الأسباب الدنيوية الشيء الكثير ومع ذلك لم يسعدوا في حياتهم إذا عندهم من الشقاء والبؤس ما لله به عليم
إن السعادة في الاستقامة, فمن رام السعادة الحقيقية فليجاهد نفسه ليكون من أهل الهداية, فلا تقتصر سعادته على الحياة الدنيا, بل يكون سعيداً في دنياه, وفي قبره, وفي آخرته, يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الموت لا بدّ منه, فإن كان العبد من أهل الهداية, كان سعيداً بعد الموت, وكان الموت موصلاً له إلى السعادة الدائمة الأبدية, فيكون رحمة في حقه.
ومن رغب البحث عن أسباب السعادة, فليبحث عنها عند أهل السعادة, وهم العلماء الربانيون, وقد يسّر الله الكريم لي, فجمعتُ بعضاً من أقوالهم, عن أسباب السعادة, أسأل الله أن ينفعني والمسلمين بها.
ــــــــــــــــ[3]
معرفة الله جل جلاله, وتوحيده وإفراده بالعبادة:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: اللذة التامة والفرح والسرور، وطيب العيش، والنعيم، إنما هو في معرفة الله، وتوحيده والأُنس به، والشوق إلى لقائه، واجتماع القلب والهمِّ عليه، فإن أنكد العيش عيش من قلبه مُشتت، وهمه مفرَّق؛ فاحرص أن يكون همُّك واحدًا, وأن يكون هو الله وحده، فهذا غاية سعادة العبد، وصاحب هذه الحال في جنة معجلة قبل جنة الآخرة وفي نعيم عاجل.
وقال: التوحيد يفتح للعبد....باب السعادة.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: هذان الأمران وهما: معرفته وعبادته, هما اللذان خلقا الله الخلق لأجلهما, وهما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده, وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح, وسعادة دنيوية وأخروية, وهما أشرف عطايا الكريم لعباده, وهما أشرف اللذات على الإطلاق وهما اللذان إن فاتا فات كل خير, وحضر كل شر
وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: السعادة سببها توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له, وطاعته وطاعة رسله, هذه أسس السعادة.
وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: سعادة العبد وعِظَم صلاح قلبه, وعِظَم صلاح روحه, بأن يكون تعلقه بالله جل وعلا وحده.
وقال الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان: توحيد الله تعالى من أعظم أبواب السعادة
محبة الله جل جلاله:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: محبة الله وحده, ومحبة ما أحبّ, وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها. وقال: المحبة...روح الإسلام, وقطبُ رحى الدين, ومدار السعادة والنجاة وقال: أعظم سعادة العبدة...تفريغ قلبه لحب الله, ولسانه لذكره.
ــــــــــــــــــــــ[4]

الاعتصام بالله عز وجل والتوكل عليه:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: مدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله, والاعتصام بحبله, ولا نجاة إلا لمن استمسك بهاتين العصمتين.
فأما الاعتصام بحبله فإنه يعصم من الضلالة, والاعتصام به يعصم من الهلكة
والاعتصام به فهو التوكل عليه والامتناع به, والاحتماء به وسؤاله أن يحمى العبد ويمنعه, ويعصمه ويدفع عنه.
طاعة الله عز وجل وعبادته:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الطاعة عاقبتها سعادة الدنيا والآخرة.
وقال أسعد الخلق أعظهم عبودية لله وقال سعادة العبد أن يفعل المأمور ويترك المحظور
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: رب العالمين, وأرحم الراحمين, وأقدر القادرين, ...لا تُنال سعادة إلا بطاعته. وقال: فأوامره سبحانه, وحقه الذي أوجبه على عباده, وشرائعه التي شرعها لهم, هي قرة العيون, ولذة القلوب, ونعيم الأرواح وسرورها, وبه سعادتها. وقال: امتثال أمر الله...غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده
وقال السعدي رحمه الله: امتثال أمر الله وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة
تقديم حق الله جل جلاله على هوى النفس:
وقال العلامة ابن عبدالسلام رحمه الله: السعادة كلها في اتباع الشريعة, في كل ماورد, وصدر, ونبذ الهوى فيما يخلفها.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ما قدَّم أحد حق الله على هوى نفسه وراحتها إلا رأى سعادة الدنيا والآخرة, ولا عكس ذلك فقدم حظ نفسه على حق ربه إلا ورأى الشقاوة في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــ[5]
الرد عند التنازع إلى حكم الله ورسوله:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]؛ أي: هذا الذي أمرتكم به من طاعتي وطاعة رسولي وأولي الأمر، وردِّ ما تنازعتم فيه إليَّ وإلى رسولي - خير لكم في معاشكم ومعادكم، وهو سعادتكم في الدارين، فهو خير لكم وأحسن عاقبة...فدلَّ هذا على أن طاعة الله ورسوله وتحكيم الله ورسوله هو سبب السعادة عاجلًا وآجلًا
اتباع سنة الرسول علية الصلاة والسلام
قال الحسن الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: موافقة السنة في أفعاله
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعادة والهدى في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: فلا نجاة للعبد ولا سعادة إلا باجتهاده في معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا، والقيام به عملًا. وكمال هذه السعادة بأمرين آخرين:
أحداهما: دعوة الخلق إليه. الثاني: صبره وجهاده على تلك الدعوة.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: الخير كله, والسعادة في الدنيا والآخرة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم, والسير على سنته, وسلوك مسلك أصحابه رضي الله عنهم, لأنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة, هم وأتباعهم بإحسان, كما قال الله عز وجل: ] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم [ [التوبة:100]
ـــــــــــــــ[6]
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الله تعالى بارك في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام بركةً لا نظير لها؛....ومن بركة دعوته ما يحصل لتابعه من الطمأنينة، والاستقرار، والسعادة، والثبات وغير ذلك.
الإيمان الصحيح, والعمل الصالح:
قال العلامة السعدي رحمه الله: الإيمان الصحيح, والعمل الصالح, عنوان على سعادة صاحبه, وأنه من أهل الرحمن, ومن الصالحين من عباد الرحمن.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: في سورة العصر أن من صفات الرابحين الناجين السعداء: الإيمان, والعمل الصالح,...هذه...صفات الرابحين, صفات السعداء.
وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: أسس السعادة: إيمان وتقوى, وعمل صالح, ولا تكون السعادة بدون ذلك.
الرضا بالقضاء والقدر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: سعادة العبد أن يسلم للمقدور.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: الرضا بالمقدور من سعادة ابن آدم, كما في المسند والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله.) فالرضا بالقضاء من أسباب السعادة.
الإخلاص في العمل:
قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: الإخلاص في السعي.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: الإقبال على الله والإخلاص له, فيا سعادة من دخل في هذا الحصن.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: عنوان سعادة العبد, إخلاصه للمعبود.
ـــــــــــــــ[7]
وقال: لا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق,...فمن وفق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة, والنجاح والفلاح.
وقال: مدار السعادة ومادتها: الإخلاص لله الذي أصله الإيمان بالله.
العلم النافع والعمل الصالح:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الخير والسعادة والكمال والصلاح منحصر في نوعين: في العلم النافع, والعمل الصالح
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: العلم النافع,...هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله, ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته, ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله, وإلى الدعوة إلى الله عز وجل,...ومن رزق العلم النافع فقد رزق أسباب السعادة إذا عمل بذلك واتقى الله في ذلك.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: العلم هو أعظم باب للسعادة, وهو المفتاح الأكبر للأُنس والراحة.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: أما العلم النافع: فهم العلم المزكي للقلوب والأرواح, المثمر لسعادة الدارين, وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير وفقه, وما يعين على ذلك من علوم العربية.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: العلم النافع والعمل الصالح اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسبهما، فمن رُزِقهما فقد فاز وغَنِمَ، ومن حُرمهما فالخير كلَّه حُرِمَ، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم ومحروم.
وقال: محبةُ العلم من علامات السعادة وبغضُ العلم من علامات الشقاوة, وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاؤوا به, وورثوه للأمَّة, لا في كلِّ ما يسمى علماً.
ــــــــــــــــ[8]
الفقه في الدين:
قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: الفقه في الدين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من فقِه في الدين كان من أهل السعادة.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: من أسباب السعادة التفقه في الدين كما قال علية الصلاة والسلام: ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) فمن علامات الخير والسعادة التفقه في دين الله, والتفقه في الشريعة حتى يعرف المسلم ما يجب عليه وما يحرم عليه فيعبد الله على بصيرة
الاستمرار في تعلم مسائل التوحيد والقراءة في مسائله
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: العلم هو الشفاء, فالتعلم لا بد منه, ومن قال: التوحيد أمر فطري, لا نحتاج إلى أن تعلمه, ولا إلى أن نبذل فيه الوقت, ولا الجهد. فهذا جاهل بنفسه, وجاهل بحق ربه عز وجل, بل التوحيد يحتاج العبد أن يتعلمه دائماً, حتى لا يقع في شيء من نواقض ذلك التوحيد,...فمن علامات سعادة المؤمن, وطالب العلم, والداعي إلى الله عز وجل أن يكون دائم التعلم للتوحيد, والقراءة في مسائله.
التوبة والإنابة إلى الله:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة.
وقال العلامة السعدي: قوله تعالى: ( فإن يتوبوا يك خيراً لهم ) لأن التوبة أصل لسعادة الدنيا والآخرة.
وقال: سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع إلى غيره, أنواع المخاوف والمكاره, وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز.
ــــــــــــــ[9]
وقال العلامة ابن باز: التوبة إلى الله فيها الخير العظيم, والسعادة في الدنيا والآخرة
وقال الشيخ عبدالعزيز محمد السدحان: من أسباب السعادة: المبادرة بالتوبة النصوح
فائدة: يقول أحد الممثلين التائبين: لقد بحثت عن السعادة طوال عمر وجودي في مهنة الفن فلم أجدها, حزت على الكثير من المال فلم أجد السعادة, نلت الكثير من الشهرة فلم أجد السعادة, تجولت في العالم فلم أجد السعادة, يراني الناس أضحك فيظنون أنني سعيد, وأنا أتعذب من الداخل بكل ما تعنى هذه الكلمة, لم أجد السعادة إلا بعد الرجوع إلى الله, السعادة في الخوف من الجليل, والعمل بالتنزيل, والرضا بالقليل, وهذه العناصر الثلاثة التي تؤدي للاستعداد ليوم الرحيل, وهذا والله هو سر السعادة.
وتقول فنانة تائبة: حياتي الآن, راحة بعد قلق, وسعادة بعد عذاب, واطمئنان بعد تكالب على الدنيا, فالماضي كان عبارة عن حياة صاخبة, مليئة بالقلق, والتوتر, والخوف, لكن حياة اليوم فيها حب الله تعالى.
التقوى:
قال العلامة السعدي رحمه الله: امتثال العبد لتقوى ربه, عنوان السعادة, وعلامة الفلاح. وقال: ينبغي الاهتمام بما يجلب السعادة الأبدية, وهو التقوى.
وقال: السعداء هم: المؤمنون المتقون.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: التقوى هي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر,...وهي سبب الأمن والخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
الهداية والاستقامة على دين الله:
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: السعيدُ من أنست نفسه بالفضائل والطاعات.
ــــــــــــــ[10]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: العبد مضطر دائماً أن يهديه الله الصراط المستقيم...فإنه لا نجاة من العذاب ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الهداية.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: من أراد الأمن في الدنيا والسعادة في الآخرة فعليه بهذا الدين وأن يلتزم به

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إذا رأيت من نفسك أن الله عز وجل قد منَّ عليك بالهداية, والتوفيق والعمل الصالح ومحبة الخير وأهل الخير, فأبشر فإن في هذا دليلاً على أنك من أهل اليسرى الذين كتبت له السعادة.
وقال العلامة صالح الفوزان: إذا تولاك الله برعايته وبتوفيقه وهدايته في الدنيا, وفي الآخرة, فإنك تسعد سعادة لا شقاء بعدها أبداً, في الدنيا يتولاك بالهداية والتوفيق والسير على المنهج السليم, وفي الآخرة يتولاك بأن يدخلك جنته خالداً مخلداً.
ومن استقام على طاعة الله سهلت عليه الطاعة, وتيسرت له أسبابها, وهذا من علامات سعادته
قال ذو النون رحمه الله: من أعلام السعادة: التيسير للعمل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من كان سعيداً ييسر للأعمال الصالحة التي تقضي السعادة.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: قال صلى الله عليه وسلم: ( أما أهل السعادة, فييسَّرون لعمل أهل السعادة) فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرةً له, مسهّلةً, ومحفوظاً بحفظ الله عن الأعمال التي تضُرُّه, كان هذا من البشرى التي يَستدلُّ بها المؤمن على عاقبة أمره, فإن الله أكرمُ الأكرمين, وأجودُ الأجودين, وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمَّهُ.
ـــــــــــــــ[11]
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: تجد الإنسان السعيد – نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم- يسهل عليه عمل أهل السعادة فتسهل عليه الصلاة, وتسهل عليه الصدقة, وتسهل عليه صلاة الأرحام ويسهل عليه كلُّ عمل خير فإذا رأيت أن الله قد منَّ عليك بهذا وأن عمل الخير مُيسر لك فأبشر بالخير, فإن هذا يدلُّ على أنك من أهل السعادة.
والسعيد يسعد بالأعمال الصالحة, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعيد يسعد بالأعمال الصالحة.
تلاوة القرآن الكريم, وتدبره, واتباع ما فيه:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمُّل له, وجمع الفكر على معاني آياته, فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما, وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما, وتتُلُّ في يده مفاتيح كنوز السعادة.
وقال العلامة الزركشي رحمه الله: الحمد لله الذي نور بكتابه القلوب, وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب, فأعيت بلاغته البلغاء, وأعجزت حكمتهُ الحكماء, وأبكمت فصاحته الخطباء,...فالسعيد من صرف همته إليه, ووقف فكره وعزمه عليه.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: الذكر الذي أنزله الله على رسوله, الذي فيه حياة القلب والروح, وسعادة الدنيا والآخرة, وفلاح الدارين.
وقال: المؤمن مهتد بالقرآن متبع له, سعيد في دنياه وآخراه.
ـــــــــــــــــ[12]
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: السعيد من تدبره وتعقله وعمل بما فيه, والشقي من أعرض ذلك, واتبع الهوى والشيطان, نعوذ بالله من ذلك.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: بركة القرآن ما يحصل للمتمسِّك به من صحة القصد، وسلامة المنهج، والسعادة في الدنيا والآخرة.
وقال: فعليك – يا أخي – بتدبر القرآن فستجد فيه العجائب من المواعظ والأحكام والحكم, فإن هذا القرآن – يا إخواني – كلامُ رب العالمين, الذي أنزله لنتدبر آياته ونتعظ به, والقرآن خير وبركة, فعليك بتدبر آياته, وتصديق أخباره, والعمل بأحكامه, إن كنت تريد السعادة في الدنيا والآخرة.
وقال: كتاب الله كله فوائد, فالسعيد من تدبره وتعقله, وعمل بما فيه.
التعامل مع الناس بما يرضي الله عز وجل:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الناس,...السعيد الرابح من عامل الله فيهم, ولم يعاملهم في الله, وخاف الله فيهم, ولم يخفهم في الله, وأرضى الله بسخطهم, ولم يُرضهم بسخط الله, وراقب الله فيهم, ولم يراقبهم في الله, وآثر الله عليهم, ولم يؤثرهم على الله, وأمات خوفهم ورجاءهم وحبهم من قلبه, وأحيا حبَّ الله وخوفه ورجاءه فيه.
حسن الخلق:
قال أبو علي الجوزقاني رحمه الله من علامات سعادة العبد حسن أخلاقه مع الإخوان
الصدق في الأقوال والأعمال:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: السعادة دائرة مع الصدق والتصديق.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فيه: عظم مقدار الصدق في القول والفعل, وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به.
ــــــــــــــــــــ[13]
التواضع والرحمة:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من علامات السعادة والفلاح: أن العبد كلما زِيدَ في علمه زِيدَ في تواضعه ورحمته.
الحياء:
قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الحياء.
فعل الخير والإحسان إلى الآخرين:
قال أبو علي الحسن بن علي الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: بذل معروفه للخلق.
وقال الإمام الغزالي رحمه الله: الإحسان سبب الفوز ونيل السعادة
وقال الإمام النووي رحمه الله: وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر, والوضع عنه, إما كلّ الدّين, وإما بعضه من كثير أو قليل, وفضل المسامحة....وأنه لا يحتقر شيء من أفعال الخير, فلعله سبب السعادة والرحمة فيه.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: عنوان سعادة العبد....سعيه في نفع الخلق.
وقال: السعي في نفع عبيده, فمن وفق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة
وقال: مدار السعادة ومادتها...الإحسان إلى الخلق بجميع وجوه الإحسان.
القناعة:
قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: قال علية الصلاة والسلام: ( خيرُ الناس من أسلم, ورُزق كفافاً, وقنعه الله بما آتاه.) لوكان عندك أموال قارون وأنت غير قانع فلن تسعد بها, ولو كان عندك ما يكفيك قوت يومك وأنت قانع وشاكر لله تعالى فستحظى بالسعادة.
ـــــــــــــــــ[14]
حفظ الأمانة وعدم الخيانة:
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: حفظ الأمانة يوجب سعادة الدارين والخيانة توجب الشقاء فيهما.
السلامة من الظلم والجهل:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: السعيد من تاب الله عليه من جهله وظلمه, وإلا فالإنسان ظلوم جهول.
نبذ الخيلاء والكبرياء:
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: الزم رحمك الله اللصوق إلى الأرض, والإزراء على نفسك, وهضمها, ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة, أو حُب ظهور أو عجب...ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له, المذهبة لهيبته, المُطفئة لنوره, وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية, فالزم ذلك, تُحرز سعادةُ عظمى, ومقاماً يغبطك عليه الناس.
قلة العيوب:
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: لا يخلو مخلوق من عيب. فالسعيد من قلَّت عيوبه ودقَّت
أن تكون سيئات العبد نصب عينيه:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه إذا أراد بعبده خيراً أنساه رؤية طاعاته, ورفعها من قلبه ولسانه, فعلامةُ السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره, وسيئاتهُ نصبَ عينيه.
ــــــــــــــــ[15]
طاعة الله, وخوف عدم القبول:
سئل سعيد بن إسماعيل بن سعيد الحيري رحمه الله: ما علامة السعادة ؟ فقال: علامة السعادة أن تطيع الله وتخاف أن تكون مردوداً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: من علامة السعادة أن تطبع, وتخاف أن لا تقبل.
الزوجة الصالحة والأبناء البررة:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبراراً.
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: السعيد إذا حصلت له امرأة عَلِمَ دينها, ومال إليها,...عقد الخنصر على صحبتها.
المعاشرة بالمعروف بين الزوجين:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الواجب على الإنسان إذا كان يحب أن يحيا حياة سعيدة مطمئنة، هادئة أن يعاشر زوجته بالمعروف، وكذلك بالنسبة للزوجة مع زوجها وإلا ضاعت الأمور وصارت الحياة شقاء،....فعليك يا أخي بالمعاشرة بالمعروف
وقال: الألفة بين الزوجين تجعل الحياة سعيدة، واسأل من ألف الله بينهم وبين زوجاتهم كيف يحيون أسعد ما يكون، ومن بينه وبين أهله شيء من الجفاء فانظر ماذا يكون عليه كل يومٍ، وكلَّ صباح، كل منهما يدعو على الثاني، ويتعبون الناس، ويتعبون القضاة، ويتعبون أقاربهم.
ولذلك أحثُّ إخواني الذكور أو أخواتي الإناث على الصبر، ودوام الحال من المُحال، وعلى التَّحمُّل، وعلى طلب الألفة حتى يكون الزوجان سعيدين.
ــــــــــــــ[16]
وقال في شرح "باب عشرة النساء" من كتاب "زاد المستقنع": الحقيقة أنه باب عظيم تجب العناية به، لأن تطبيقه من أخلاق الإسلام، ولأن تطبيقه تدوم به المودة بين الزوجين، ولأن تطبيقه يحيا به الزوجان حياة سعيدة
مصاحبة الصالحين
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من سعادة المرء: أن يكون إخوانه صالحين.
وقال أبو علي الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: صحبته لأهل الصلاح.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: مجالسة الصالحين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم, وعلى رأسهم العلماء, وطلبة العلم.
فائدة: يقول مغني تائب: اشتهرت شهرة كبيرة, وأصبح اسمي على كل لسان, وصوتي يسمع في كل بيت, وعلى الرغم من هذه الشهرة إلا كنت غير سعيد, كنت أشعر بالتعاسة والشقاء, وأحس بالممل, وبضيق الصدر.
ثم ذكر أنه تعرف على صحبة طيبة عن طريق أخيه, يقول: كنت أشعر بشعور غريب وأنا أجلس معهم, وكنت أشعر بسعادة عظيمة تغمرني, لم أشعر بها من قبل, كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاء الأخيار تزداد يوماً بعد يوم, والضيق والهم والشقاء يتناقص يوماً بعد يوم, حتى امتلأ صدري بنور الإيمان, وعرفت الطريق إلى الله الذي كنت قد ضللت عنه مع ما كنت أملكه من المال والثراء والشهرة, وأدركت أن السعادة ليست في ذلك المتاع الزائل, إنما هي في طاعة الله عز وجل.
نسيان الأحزان:
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: إذا نام المرء, خرج عن الدنيا, ونسي كل سرورٍ وحزن, فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك أيضاً لسعد السعادة التامة.
ـــــــــــــــــــــ[17]
ملازمة جماعة المسلمين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه وصلواته وسعادة الدنيا والآخرة.
الاستخارة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى)، فالمقدور يكتنفه أمران: الاستخارة قبله، والرضا بعده، فمن توفيق الله لعبده وإسعاده إياه أن يختار قبل وقوعه.
العقل:
قال الإمام ابن حبان رحمه الله: لا يتم دين أحد حتى يتم عقله وعمود السعادة العقل
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: العقل عقلان: عقل غزيري, وهو أبُ العلم ومربيه ومُثمرة. وعقل مكتسب مستفاد, وهو ولد العلم وثمرته ونتيجتُه.
فإذا اجتمعا في العبد فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء, واستقام له أمرُه, وأقبلت عليه جيوشُ السعادة من كل جانب.
استغلال الوقت فيما ينفع:
قال أبو علي الحسن الجوزقاني رحمه الله: من علامات سعادة العبد: مراعاته لأوقاته.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: ثم تبرق له بارقة أخرى, يرى في ضوئها عزة وقته, وخطره وشرفه, وأنه رأس مال سعادته, فيبخل به أن يضيعه فيما لا يقربه إلى ربه, فإن في إضاعته الخسران والحسرة والندامة, وفي حفظه وعمارته الربح والسعادة, فيشحُّ بأنفاسه أن يضيعها فيما لا ينفعه يوم معاده.
ـــــــــــــــ[18]
التماس الأعذار للمخطئ, وقبول عذره:
قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: التماس الأعذار لمن أخطأ في حقك من إخوانك, بسبب غضب أو انفعال,...فاعتبرها زلة...وإذا اعتذر لك فاقبل عذره.
الصبر, والشكر, والاستغفار:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه وتعالى المسئول المرجو الإجابة...أن يجعلكم ممن إذا أنعم الله عليه شكر, وإذا ابتلى صبر, وإذا أذنب استغفر, فإن هذه الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد.
وقال: ولما كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر, كان حقيقاً على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين, ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين, ليجعله يوم لقائه مع خير الفريقين. فلذلك وضع هذا الكتاب للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما, وبيان توقف سعادة الدنيا والآخرة عليهما.
وقال عنوان سعادة العبد, أن يكون شاكراً لله على نعمه, الدينية والدنيوية, وأن يرى جميع النعم من ربه فلا يفخر بها ولا يعجب بها بل يرى أنها تستحق عليه شكراً كثيراً.
وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: أسأل الله الكريم, رب العرش العظيم, أن يتولاك في الدنيا والآخرة, وأن يجعلك مباركاُ أينما كنت, وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا أذنب استغفر, فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة
قال العلامة ابن باز رحمه الله: هؤلاء الثلاث عنوان السعادة, وإذا حرص المؤمن على هذه الكلمات تمت سعادته.
ــــــــــــ[19]
وقال: من رزق هذه الأمور الثلاثة وما شرعه الله فيها: وهو الصبر عند البلاء, والشكر عند الرخاء, والتوبة عند الذنب, تمت سعادته وأفلح غاية الفلاح.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل أن من قام بدينه وشرعه لا بد أن يبتليه, فإن صبر على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقعة في سبيله, فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها, ومن السيادة آلتها.
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: هذه الأمور الثلاث: إذا أُعطي شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا أذنب استغفر, هي عنوان السعادة, من وُفّق لها نال السعادة.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي: علامات السعادة, إذا أصابه نعمة شكر, وإذا أصابته بلية صبر, وإذا أذنب يتوب, و يستغفر.
خوف الشقاوة:
كان أبو الحسن الضرير رحمه الله, يقول: علامة السعادة: خوف الشقاوة.
الدعوة إلى الله عز وجل, والتواصي بالحق وبالصبر:
قال العلامة ابن باز رحمه الله: في سورة العصر أن من صفات الرابحين الناجين السعداء التواصي بالحق والتواصي بالصبر...هذه...صفات الرابحين, صفات السعداء
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ من أثر الدعوة على الإنسان في نفسه أن الداعية إلى الله عز وجل يشعر بالسعادة, ويشعر بانشراح الصدر, ليس عند الداعية إلى الله عز وجل قلق ولا ريب في صدره, ولا بعد عن السكينة والطمأنينة لأنه دعا.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر. وذلك مع نفسك أولاً, ثم من تعول, ثم مع من تستطيع, والأمر بالمعروف من أعظم مفاتيح أبواب السعادة.
ــــــــــــــــــ[20]
الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: طوبى لمن شغله عيبُه عن عيوب الناس, وويل لمن نسِي عيبه وتفرَّغ لعيوب الناس. هذا من علامة الشقاوة, كما أن الأول من أمارات السعادة.
الورع:
قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الورع في الدين.
الاهتمام بأمور المسلمين:
قال أبو علي الحسن بن علي الجوزقاني: من علامات سعادة العبد: اهتمامه بالمسلمين.
قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: من أسباب السعادة: مشاركة المسلمين في آلامهم وآمالهم, فإذا أحببت أن تسعَد فشارك إخوانك المسلمين في أفراحهم وأتراحهم.
القراءة في كتب أهل العلم الموفقين:
قال العلامة ابن باز رحمه الله: من تأمل أحوال العلم الموفقين الذين نبغوا في هذه الأمة, وتدبروا كتاب ربهم, وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم,...كأبي العباس بن تيمية رحمه الله, وتلميذيه: العلامة ابن القيم, والحافظ ابن كثير, وغيرهم ممن برزوا في هذا الميدان من أئمة الشأن,...من تأمل أحوالهم, وفتح الله عليه بفهم ما قالوا وكتبوا رأى العجب العجاب, والعبر الباهرة, والعلوم الصحيحة, والقلوب النيرة, والبراهين الساطعة, التي ترشد من تمسك بها إلى طريق السعادة, وسبيل الاستقامة.
ــــــــــــــــ[21]
الاستفادة من تجارب الناس:
قال الإمام الماوردي رحمه الله: إن السعيد من تصفح أفعال غيره فانتهى عن سيئها, واقتدى بأحسنها, فنال هنئ المنافع, وأمن خطر التجارب.
الزهد في الدنيا
قال محمد بن منصور الطوسي رحمه الله: من السعادة: الزهد في الدنيا.
طهارة القلب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أسعد الناس في الدنيا: أطهرهم قلباً.
ــــــــــــــــــــ[22]
نصيحة عن السعادة من عالم جليل ومربي فاضل
هذه نصيحة للناس عموماً, وللأجيال الصاعدة خصوصاً, عن السعادة, من عالم فاضل, ومربي فاضل, وهو الشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام رحمه الله, يقول: كان أول ما تلقيته من دروس الحديث النبوي: حديث ابن عباس رضي الله عنهما, ومطلعه قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي (يا غلام, إني أعلمك كلمات, احفظ الله يحفظك) الحديث, وختامه في رواية غير الترمذي ( واعلم أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً, وما برحت هذه الفقرات الأخيرة من الحديث الشريف عالقة بذهني واتخذت منها قاعدة لاتجاهاتي في الحياة, لأن من شأن من عاش على الغبراء أن لا يسلم من ضراء قد تكون مؤلمة غير أن واجبه الشكر على السراء, والصبر على البلاء...
وكنت أستعيد عند كل سرّاء تدركني أو ضرّاء تكتنفني هذه الفقرة ( ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطاك لم يكن ليصيبك ) فترتاح لذلك نفسي, وكنت كلما نازعتني نفسي إلى إدراك ما يتمتع به غيري من مال, أو جاه, أو نفوذ, وما إليه مما تكون به الحظوة في دنيا الناس, أستعرض قول رب العزة في توجيهه لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ) [طه:131]

فأفدت العزوف عن كل ما يكون به الزهو من منصب أو جاه أو نفوذ وقنعت بما قسمه الله لي في الأزل, فلم أجد في نفسي ما يجده بعضهم من الولع بالتزاحم على العمل.
ـــــــــــــــ[23]
وإني إذ أسجل اليوم ذلك إنما أسجله لأدعو الأجيال الصاعدة وهم في مستقبل حياتهم العملية أن لا يحفلوا بحظوظ غيرهم, وأن لا يسبحوا في بحر من الأماني ليس له ساحل, ليكون لهم مثل ما أوتي غيرهم من الثروة أو النفوذ أو المراكز المرموقة مما يعول عليه الناس في دنياهم كمظهر للسعادة.
وأن لا يجهدوا أنفسهم في اتخاذ الوسائط, أو سلوك السبل الملتوية بغية الوصول إلى السعادة التي يصورها في نظر البعض: رغد العيش, والظهور في ثياب العظمة, ومظاهر الأبهة, فالطريق السديد الرشيد طريق السعادة وهو أن يقنعوا بقسمة الله, فالقناعة خير عادة للعزوف عن حظوظ الغير, وقطع جبل الأماني
وأن ينظروا إلى من هو دونهم في الفضل والنعمة والمواهب وغير ذلك, كما جاء في الحديث: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم, ولا تنظروا إلى من هو فوقكم, قمن أن لا تزدروا نعمة عليكم ) وأن يضعوا نصب أعينهم أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم, وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم, وأن الله سبحانه أعلم بمصالح عباده, فيضع الأمور في موضعها, وفعل الحكيم لا يخلو من حكمة, فمن فاته شيء من حظوظ الدنيا في أي مجال من المجالات فليؤمن أن الله سبحانه سوف يعوضه عنه خيراً, ولا ييأس أو يبتئس أو ينظر إلى الحياة بمنظار أسود, فلن يطول أمد الشدائد, وليكن متفائلاً يبتسم للأزمات, وعليه مع ذلك أن يدأب على العمل, ولن يضيع الله عمل عامل إذا علم منه حسن القصد, وصدق العزيمة, والنية الصالحة, والاعتماد عليه وحده.
وإنني إذ أدعو الأجيال الصاعدة إلى هذا المنهج فلأن الآمال لديهم متفتحة, والمستقبل أمامهم ممدود, وإلا فالحديث عام لكل من ألقى السمع وطلب السداد في مذهبه واتجه إلى الله في كل مطلب يرومه.
ــــــــــــــــــ[24]
خاتمة
من قدّر الله عز وجل عليه فلم يجد أنواع النعيم في الدنيا, فلا يظن أنه حُرِمَ السعادة فليست السعادة في نعيم الدنيا وزينتها, قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الدنيا لو كانت هي المقصودة، وهي السعادة، لكان أحق الناس بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يمضي عليه الشهران والثلاثة ما يُوقد في بيته نار؛ وإنما طعامه الماء والتمر، وما شبع ثلاث ليالٍ تباعًا من خبز البر.
فلنجاهد أنفسنا لنيل كنوز السعادة التي ذكرها سعداء الأمة, لنفوز بالسعادة الأبدية الدائمة, قال العلامة ابن القيم رحمه الله: فادع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم, والسعادة الأبدية, والفوز الأكبر.
وجهاد المسلم نفسه يكون بالحرص على أداء الواجبات والمستحبات, وترك المحرمات والمكروهات.
أسأل الله الكريم لي ولجميع المسلمين السعادة في الدنيا والآخرة.


ـــــــــــــــــــ[25]

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

   3

معرفة الله جل جلاله وتوحيده وإفراده بالعبادة

   4

محبة الله جل جلاله

   5

الاعتصام بالله عز وجل والتوكل عليه

   5

طاعة الله عز وجل وعبادته

   5

تقديم حق الله جل جلاله على حق النفس

   5

الرد عند التنازع إلى حكم الله ورسوله

   6

اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

   6

الإيمان الصحيح والعمل الصالح

   7

الرضا بالقضاء والقدر

   7

الإخلاص في العمل

   7

العلم النافع والعمل الصالح

   8

الفقه في الدين

   9

الاستمرار في تعلم مسائل التوحيد والقراءة في مسائله

   9

التوبة والإنابة إلى الله

   9

التقوى

   10

الهداية والاستقامة على دين الله

   10

ـــــــــــــــــ[26]

تلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به

   12

التعامل مع الناس بما يرضى الله عز وجل

   13

حسن الخلق

   13

الصدق في الأقوال والأعمال

   13

التواضع والرحمة

   14

الحياء

   14

فعل الخير والإحسان إلى الأخرين

   14

القناعة

   14

حفظ الأمانة وعدم الخيانة

   15

السلامة من الظلم والجهل

   15

نبذ الخيلاء والكبر

   15

قلة العيوب

   15

أن تكون سيئات الإنسان نصب عينيه

   15

طاعة الله وخوف عدم القبول

   16

الزوجة الصالحة والأبناء البررة

   16

المعاشرة بين الزوجين بالمعروف

   16

مصاحبة الصالحين

   17

نسيان الأحزان

   17

ملازمة جماعة المسلمين

   18

ــــــــــــــ[27]

الاستخارة

   18

العقل

   18

استغلال الوقت فيما ينفع

   18

التماس الأعذار للمخطئ وقبول عذره

   19

الصبر والشكر والاستغفار

   19

خوف الشقاوة

   20

الدعوة إلى الله عز وجل والتواصي بالحق والصبر

   20

الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس

   21

الورع

   21

الاهتمام بأمور المسلمين

   21

القراءة في  كتب أهل العلم الموفقين

   21

الاستفادة من تجارب الناس

   22

الزهد في الدنيا

   22

طهارة القلب

   22

نصيحة عن السعادة من عالم جليل ومربي فاضل

   23

خاتمة

   25

فهرس الموضوعات

   26

 

 

ــــــــــــــــ[28]

=============

ح ن

أ لا إنَّ رَبِّي أمرني أنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا علَّمَني يوْمِي هذا، كُلُّ مالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حلالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ ...