تفسير القرطبي

Translate

السبت، 2 أبريل 2022

كتاب فوائد وتدبرات من تفسير (جامع البيان في تفسير القرآن) السيد معين الدين الإيجي الشافعي مكرر بعرض توسطي

 


فوائد وتدبرات من تفسير
(جامع البيان في تفسير القرآن)
للعلامة السيد معين الدين الإيجي الشافعي

المتوفى سنة 894هـ وقيل: سنة 905هـ.
انتقاء:
إبراهيم بن فريهد العنزي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه بعض الفوائد والتدبرات التي انتقيتها من تفسير (جامع البيان في تفسير القرآن) للعلامة الإيجيالشافعي، ومعه حاشية للشيخ محمد الغزنوي المتوفى سنة 1296هـ، وفيها تعليقات وفوائد متممة وناقدة، وقد أثبتها مع الفوائد والتدبرات وميزتها بعلامة (--).
أسأل الله الكريم أن يجعله من العلم النافع، وأن يبارك فيها، وينفع بها ، والحمد لله رب العالمين.
الفوائد والتدبرات:
الجزء الأول:
سورة الفاتحة:
"الرحمن الرحيم" كرر؛ تعليلاً بأنه الحقيق بالحمد.
سورة البقرة:
"ختم الله على قلوبهم وعلى (سمعهم)" وحّد السمع؛ لأنه مصدر، والمسموع ليس إلا الصوت، بخلاف المعقولات والمبصرات، فإنها أنواع.
"ويمدهم في طغيانهم يعمهون" العمه: في البصيرة، والعمى: في البصر.
"فما ربحت تجارتهم" أسند إليها، وهو لأربابها؛ لمشابهة التجارة الفاعل من حيث إنها سبب الربح والخسارة.
"وقولوا للناس حسنا" سماه: حسنا؛ للمبالغة، دخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
"ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير" اختيار الجملة الاسمية في جواب لو؛ للدلالة على ثبوت المثوبة واستقرارها.
"وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير" قيل: الفرق بينهما: أن الوالي قد يضعف عن النصرة، والنصير قد يكون أجنبياً.
"قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم... (وما أوتي موسى وعيسى)" أفردهما بحكم، وهو الإتيان، فإنه أبلغ من الإنزال؛ لأن النزاع فيهما.
الجزء الثاني:
"استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين" لما كانت الصلاة ناشئة عن الصبر، قال: إن الله مع الصابرين، اندرج المصلون تحت الصابرين، اندراج الفرع تحتالأصل.
"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة" قال الزمخشري: عطف الرحمة على الصلوات بمنزلة أن يقال: عليهم رأفة ورحمة بعد رحمة.
"وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو (الرحمن الرحيم)"، هما كالحجة لوحدانيته؛ فإنه مولى النعم وحده، فغيره لا يستحق العبودية.
"والصابرين في البأساء" نصبه على المدح؛ لفضل الصبر –كأنه قال: وأخص الصابرين من بينهم-.
"قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" الاهتمام في شأن المصرف؛ لأن الخير لا يعتد به إلا بعد وقوعه موقعه.
"فإن طلقها فلا تحل له.." أي بعد اثنتين، وذكر بينهما الخلع؛ دلالة على أن الطلاق يكون مجانا تارة، وبعوض أخرى.
"وعلى المولود له رزقهن" عبر عنه بهذه العبارة؛ إشارة إلى جهة وجوب المؤن عليه.
"وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتمبالمعروف" نفى الجناح مقيد بالتسليم، لا لأنه شرط جواز الاسترضاع، بل إرشاد إلى أن الأكثر ثواباً أن يكون الاسترضاع مقرونا بتسليم ما يعطى المرضع، فشبه ما هو من شرائط الأولوية بما هو من شرائط الصحة، فاستعيرت له العبارة مبالغة.
" حافظوا على الصلوات" ذكرها بين الآيات: إشعارا بألا تلهيكم الأزواج والأولاد عن ذكر الله.
الجزء الثالث:
" أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة (والكافرون هم الظالمون)" قيل: وضع الكافرون موضع التاركين للزكاة تغليظاً.
"لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين" فيه إيماء إلى أن الرياء من صفة الكفار، فعلى المؤمن أن يحذر منها.
"ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" إسناد الإثم إلى القلب للمبالغة، كقوله: هذا مما عرفه قلبي؛ ولئلا يظن أنه من آثام اللسان، بل من آثام القلب، الذي هو أشرف الأعضاء.
"لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" لما كان الشر مما تشتهيه النفس، وهي أجدُّ وأعمل فيه، جعلت لذلك مكتسبة فيه، بخلاف الخير، فإنها لما لم تكن فيه كذلك، وُصِفت بما ليس فيه الاعتمال، فقال: كسبت.
سورة آل عمران:
"بيدك الخير" اكتفى بالخير؛ لأنه المرغب فيه، أو لأن الكلام في الملك والنبوة وهما خير، أو لأن الخير مقضى بالذات؛ إذ ما من شر إلا وفيه أنواع الخير، أو لمراعاة الأدب في الخطاب.
" قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب (الكافرين)" أتى بالظاهر بدل المضمر؛ دلالة على أن التولي كفر.
" وإني سميتها مريم" قيل: معنى المريم في لغتهم: العابدة، فأشار بقولها: إني سميتها مريم إلى أنها تفاءلت باسمها حتى يكون فعلها مطابقا لاسمها.
"فإن تولوا فإن الله عليم (بالمفسدين)"، وضع المظهر موضع المضمر؛ دلالة على أن الإعراض عن التوحيد والحجج: إفساد للدين.
الجزء الرابع:
"ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" قيل: وضع (كفر) موضع (لم يحج) تغليظا.
"وما الله بغافل عما تعملون" لما كان إنكارهم للقرآن مجاهرة منهم قال: (والله شهيد)، ولكن الصد عن الإسلام والتحريف من أسرارهم قال: (وما الله بغافل).
"وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله" جنته، عبّر عنها بالرحمة، إشارة إلى أنه لا ينالها من ينالها إلا برحمته، "هم فيها خالدون" أخّر ذكرهم، ليكون أول الكلام وآخره صفة المؤمنين.
"تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" أخّر الإيمان؛ إشعاراً بأن أمرهم ونهيهم للإيمان بالله، وإظهار دينه.
"..ويسارعون في الخيرات"، وصفهم بما ليس في اليهود إلا نقيضه، كإلحاد في صفاته، ووصفهم اليوم الآخر بخلاف صفته، وهم مداهنون في الحق، متباطئون عن الخير.
"وجنة عرضها السماوات والأرض" قيل: فيه تنبيه على اتساع طولها، كما قال تعالى: (بطائنها من إستبرق) أي: فما ظنك بالظهائر؟!
"ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته" فيه إشعار بأن العذاب الروحاني أفظع.
"وما (للظالمين) من أنصار" وضع الظاهر موضع المضمر؛ ليعلم أن سبب الخلود ظلمهم، وهذا دليل على أن المراد بالدخول هاهنا الخلود؛ لأن للداخلين من المؤمنين أنصاراً.
الجزء الخامس:
سورة النساء:
"واستغفر لهم الرسول" عدل عن الخطاب تعظيما لشأن الرسول عليه الصلاة والسلام.
"ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا" أي: يعفوا، وسمى العفو عنها صدقة: ترغيبا عليه.
"فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم" هم وإن كانوا عاجزين لكن ربما تمكنوا من الهجرة وقتا ما، بنوع ما، ولم يدروا؛ ولهذا أطمعهم في العفو، وليعلم أن تلك الهجرة أمر خطير، من شأنه أن لا يأمن المعذور، فكيف بغيره؟.
"وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم" جعل الحذر، وهو التحرز والتيقظ آلة يستعملها الغازي، فجمع بينه وبين الأسلحة في الأخذ.
"وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا" وعدٌ للمؤمنين بالنصر، وإشارة على أن الأمر بالحزم ليس لضعفهم وغلبة عدوهم، بل لأن الواجب في الأمور التيقظ.
"أن يصلحا بينهما صلحا (والصلح خير)" اعتراضٌ؛ للترغيب في المصالحة، وتمهيد العذر في المماكسة.
الجزء السادس:
"أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا" على الانتقام، وهو إشارة إلى حث المظلوم على العفو، وإن جاز له الشكاية.
"فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا" يعني: هم إن بالغوا في العناد معه لكن نصرناه وعفونا عن قومه، ففيه إشارة ببشارة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
"سبحانه أن يكون له ولد.. (وكفى بالله وكيلا)" فلا يحتاج إلى ولد؛ لأن الولد وكيل والده، وهو وكيل كل شيء.
سورة المائدة:
"إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا" قيل: منه عُلم وجوب النية، كما إذا قلنا: إذا رأيت الأمير فقم، أي: فقم له.
"إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا" فيه تعريض باليهود، وأنهم بمعزل عن دين الأنبياء.
"وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت (أولئك شر مكانا)" فيه مبالغة ليست في قوله: أولئك شر، قيل: لأن مكانهم سقر.
"وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن (الذين كفروا) منهم عذاب أليم" وضع الظاهر موضع الضمير؛ ليعلم أن ترتب العذاب لكفرهم.
الجزء السابع:
"ترى أعينهم تفيض من الدمع" جُعلت أعينهم من كثرة البكاء كأنها تسيل بأنفسها.
"يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكمإذا حضر أحدكم الموتحين الوصية" فيه دليل على أن الوصية مما لا ينبغي التساهل فيها.
"تكلم الناسفي المهد وكهلا" وما وصل إلى سن من الكهولة، ففيه إشارة إلى نزوله من السماء، وهو آية من آياته.
سورة الأنعام:
"الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض" جمع السماوات؛ لظهور تعددها دون الأرض.
"كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم" اللمس أبلغ في إيقاع العلم من المعاينة، فإن الأكثر أنه بعد المعاينة، وأكثر السحر والتزوير في المراءي–ولا يقع التزوير في اللمس، فلا يمكنهم أن يقولوا: إنما سكرت أبصارنا-.
"وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه" إتيان الصفة لدابة وطائر لزيادة التعميم، والمبالغة بحيث لا يبقى وهم خروج شيء من الأفراد؛ لكون الوصفين من أوصاف الجنس دون النوع، فيشعر بأن القصد فيها إلى الجنس.
"فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا" حاصله نفي التضرع، لكن جاء بـ (لولا) ليفيد أنه لم يكن لهم عذر سوى العناد والقساوة؛ لأن (لولا) يفيد اللوم والتنديم، وذلك إنما يحسن إذا لم يكن في ترك الفعل عذر، وعنه مانع.
"قل إني نهيتأن أعبد الذين تدعونمن دون الله قل لا أتبع (أهواءكم)" فيه إشارة إلى علة النهي، ومبدأ ضلالهم؛ فإن طريقهم اتباع الهوى لا الهدى.
"ونوحا هدينا من قبل" أي: من قبل إبراهيم، وهداية الوالد شرف للولد.
"هو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون" الفقه: تدقيق النظر، فهو أليق بالاستدلال بالأنفس؛ لدقته، بخلاف الاستدلال بالآفاق، ففيه ظهور؛ ولهذا قال في الأول: "لقوم يعلمون".
"وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم"، لم يقل: وهو به عليم؛ لأن علمه أشمل من خلقه.
الجزء الثامن:
"كلوا من ثمرهإذا أثمروآتوا حقه يوم حصاده" قيل: فيه دليل على رخصة الأكل قبل أداء الزكاة.
"ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" وضع (أحسنوا) موضع (ألا تسيئوا)؛ للدلالة على أن عدم الإساءة في شأنهما غير كافٍ.
سورة الأعراف:
"والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة" (لا نكلف) جملة معترضة بين المبتدأ والخبر؛ للترغيب والإعلام بأن هذه المرتبة الجليلة ممكنة الوصول إليها بسهولة.
"وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار" فيه إشارة إلى أن نظرهم إلى أصحاب النار لا برغبة منهم وميل.
الجزء التاسع:
"قال الملأالذين كفروا من قومه" ومن أشرافهم من آمن به–فظهر فائدة قوله: (الذين كفروا)، حيث لم يقل: قال الملأ من قومه، كما في قصة نوح-.
"قالوا يا موسى إما أن تلقي (وإما أن نكون نحن الملقين)"لرغبتهم في أنيلقوا قبله؛ ولهذا غيروا نظم الكلام إلى آكد وجه.
"نغفر لكم خطيئاتكم (سنزيد المحسنين)"لم يأت بالعطف إشعارا على أنه تفضُّل محض.
"من يهد الله فهو (المهتدي) ومن يضلل فأولئك هم (الخاسرون)" الإفراد في الأول والجمع في الثاني؛ إشارة إلى أن طريق الهدى واحد، فهم كرجل واحد، وأنواع الضلال مختلفة متكثرة.
سورة الأنفال:
"استجيبوا لله وللرسول (إذا دعاكم)" وحَّد الرسول–الضمير-؛ لأن دعوة الله تسمع من رسوله.
الجزء العاشر:
"وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين" اعلم أنه ذكر في الأول: العشرين والمائة، وفي الثاني: المائة والألف، للدلالة على أن حكم القليل والكثير واحد.
سورة التوبة:
"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله(فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)"، قيل: الإتيان بلفظ عسى، إشارة إلى ردع الكفار وتوبيخهم بالقطع في زعمهم أنهم مهتدون، فإن هؤلاء مع هذه الكمالات اهتداؤهم دائر بين عسى ولعل، فما ظنك بمن هو أضل من البهائم!، وإشارة أيضا إلى منع المؤمنين من الاغترار والاتكال على الأعمال.
"فسوف يغنيكم الله من فضلهإن شاء" قيده بالمشيئة لتنقطع الآمال إلى الله.
"يوم يحمى عليها في نار جهنم"، أصل معناه: يوم تحمى النار، أي: توقد ذات حمي وحر شديد على الكنوز، ثم طوى ذكر النار، وحول الإسناد إلى الجار والمجرور؛ للمبالغة في شدة حر الكنوز.
"عفا الله عنك لم أذنت لهم" بدأ بالعفو قبل [التعبير بالعتب]؛ لنهاية العناية في شأنه عليه الصلاة والسلام.
"والله ورسوله أحق أن يرضوه"، بالطاعة والوفاق وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين فكأنهما واحد.
"وأعينهم تفيض من الدمع" أبلغ من: تفيض دمعها–لأنه أسند الفيض إلى العين، فجعلت العين كأنها من كثرة البكاء دمع فائض-
الجزء الحادي عشر:
"الآمرون بالمعروفوالناهون عن المنكر" جاء بحرف العطف، إشارة إلى أن ما عطف عليه في حكم خصلة واحدة.
"والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين" ذكر لفظ المؤمنين دون الضمير، للإشعار بأن الإيمان داع إلى ذلك، وحذف المبشر به للتعظيم، كأنه شيء لا يمكن بيانه.
سورة يونس:
"وبشر الذين آمنوا أنلهم قدم صدق عند ربهم" ذكر الصدق إشارة إلى أن نيل تلك الرفعة بسبب الصدق.
"إليه مرجعكم جميعا.. ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم" حاصله: ليجزي الذين كفروا بشراب، لكن غير النظم للمبالغة في استحقاقهم للعذاب، وللإشارة إلى أن المقصود بالذات من الإعادة هو الإثابة، وأما عقاب الكفرة فشيء ساقه إليهم شؤم أعمالهم، وهذا أيضا عدل، لكن خصص المؤمنين بذكره لمزيد عناية وبشارة.
"حتى إذا كنتم في الفلكوجرين(بهم)" عدل إلى الغيبة للمبالغة، كأنه يذكرهم لغيرهم حالهم ليعجبهم منها.
"وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة" في إبهام الوعيد: تهديد شديد.
"وإن يردك بخير فلا راد لفضله" إنما قال: لفضله، مكان له؛ إشارة إلى أنه متفضل بالخير.
الجزء الثاني عشر:
سورة هود:
"إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم" مؤلم، وصف اليوم بالأليم للمبالغة، وهو في الحقيقة صفة المعذب.
"ولا أقول للذين تزدريأعينكم" الإسناد إلى الأعين؛ لأنهم استرذلوهم بما عاينوا من رثاثتهم، لا لأن فيهم عيبا معنوي.
"وبئس الوردالمورود" نزّل النار لهم منزلة الماء، ثم قبحه؛ لأن الورد لتسكين العطش وتبريد الأكباد، والنار ضده.
"عطاء غير مجذوذ" صرّح في الجنة بأنه غير مقطوع؛ لئلا يتوهم متوهم بعد ذكر المشيئة أن ثمة انقطاعا، ولم يذكر في شق النار.
سورة يوسف:
"إني رأيت أحد عشر كوكبا (والشمس والقمر)" سماهما باسمهما، كأنهما ليسا من جنس الكواكب، ولم يقل: ثلاثة عشر.
"وجاءوا على قميصه بدم كذب"، وصف بالمصدر مبالغة، كأنه نفس الكذب.
"قالت فذلكن الذي لمتنني فيه" وضع (ذلك) موضع (هذا)؛ رفعا لمنزلته، واستبعادا لمحله في الحسن.
"لعلي أرجع إلى الناسلعلهم يعلمون" لما جرّب كمال علمِه، كلّمه كلام محترز، وبناه على الرجاء لا على اليقين، فربما اخترم دون الرجوع، وربما لم يعلموا.
الجزء الثالث عشر:
"وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" ولم يذكر الجب؛ لأنه وعد مع إخوته لا تثريب عليكم بعد هذا، وأيضا عدّ لهم نعما غير معلومة لهم، وإخراجه من الجب معلوم لإخوته.
سورة الرعد:
"أنزلناهحكما عربيا" قال بعضهم: سماه حكما؛ لأنه منه يحكم في الوقائع، أو لأن الله تعالى حكم على الخلق بقبوله.
"ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلمما لك من الله من وليولا واق" هذا في الحقيقة وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة.
سورة إبراهيم:
"أولئك في ضلال بعيد" وصفه بالبعد مع أنه في الحقيقة للضال، للمبالغة.
"عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة" توسيط النداء للإشعار بأنها المقصودة بالذات، والغرض من إسكانهم.
"الحمد لله الذي وهب لي على الكبرإسماعيلوإسحاق" هذا دليل على أن الدعاء بعد بناء البيت.
"فلا تحسبن الله (مخلف وعده) رسله" أضاف إلى المفعول الثاني إيذانا بأنه لا يخلف الوعد أصلاً.
الجزء الرابع عشر:
سورة الحجر:
"وإن من شيء إلا عندنا خزائنه" ضرب الخزائن مثلا لاقتداره على كل مقدور.
"ونبئهم عن ضيف إبراهيم" ذكره لهذه القصة عقيب هذه الآية-[نبئ عبادي أني أنا الغفور..]-، لتحقق أن رحمته واسعة وعذابه أليم.
سورة النحل:
"ولكم فيها جمالحين تريحون وحين تسرحون" قدم الأول؛ لأن الزينة إذا أقبلت ملأى البطون ممتلئة الضروع أظهر.
"تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون" قيل: ناسب ذكر العقل ههنا؛ فإنه أشرف ما في الإنسان؛ ولهذا حرم السكر، صيانة لعقولهم.
"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام" وصف ألسنتهم الكذب، مبالغة في كذبهم، كأن الكذب مجهول وألسنتهم تعرفه وتصفه بكلامهم، هذا كقولهم: وجهها يصف الجمال.
الجزء الخامس عشر:
سورة الإسراء:
"واخفض لهما جناح الذل" جعل للذل جناحا، وأمره بخفضه، مبالغة في التواضع لهما.
"ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض (وآتينا داوود زبورا)" إشارة إلى وجه تفضيله، فعلم من هذا أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل؛ فإن كتابه أشرف الكتب.
"وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض" هذا بشارة للمؤمنين بفتح مكة؛ فإن هذه السورة نزلت قبل الهجرة.
سورة الكهف:
"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" رتب الحمد على إنزاله القرآن على عبده سيد السادات عليه الصلوات والتسليمات؛ لأنه أجل نعم وأعظم كرم، فإنه سبب جميع السعادات.
"كبرت كلمةً(تخرج من أفواههم)" صفة للكلمة، مفيدة لاستعظام اجترائهم؛ فإن هذه الكلمة الردية الشنيعة التي لو خطرت ببال، لا يليق أن تظهر بحال، هم تكلموا بها!.
"وثامنهم كلبهم" هذا الواو بين الصفة والموصوف، تأكيد لصوقها به، والدلالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر، وهي التي آذنت بأن هذا القول منهم لا عن رجم بالغيب، بل عن دليل وعلم.
"قال ما أظن أن تبيدهذه أبدا"قال صاحب الكشاف: وترى أكثر الأغنياء من المسلمين، وإن لم يطلقوا بنحو هذا ألسنتهم؛ فإن ألسنة أحوالهم ناطقة به منادية عليه.
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس" ذكره بعد ذكر صنيع المفتخرين بالأبناء والأولاد؛ ليعلموا أن الكِبْر من سنن إبليس، أو لما نفرهم عن الاغترار بزهرة الدنيا نبههم بقدم عداوة إبليس معهم.
الجزء السادس عشر:
"وكان أبوهما صالحا" كان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء، وكان نسّاجا، ويُعلم منه أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته.
"وقد أحطنا بما لديهخبرا" فيه تكثير ما لديه، كأنه بلغ مبلغا لا يحيط به علم أحد، إلا علم الله.
سورة مريم:
"يا أبت إني أخاف أن يمسكعذاب من الرحمن" ذكر الخوف، ونكّر العذاب؛ لحسن الأدب، حيث لم يصرح بأن العذاب لاحق به.
"قالأراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم" قابل استعطافه بالغلظة، حيث سماه باسمه، ولم يقل: يا ولدي، وأخره وقدم الخبر على المبتدأ، وصدره بهمزة الإنكار، ثم أوعده بأقبح وعيد.
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدّا" الالتفات من الغيبة إلى الخطاب لزيادة التسجيل عليهم بالجرأة على الله تعالى، وللتنبيه على عظيم قولهم.
سورة طه:
"وهل أتاكحديث موسى" قفّاه بقصته؛ليأتمّ به في تحمل أعباء الرسالة، والصبر على الشدائد؛ فإن هذه السورة من أوائل ما نزل.
"إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذبوتولى" ومن لين المقال أنه ما قال: إن العذاب عليك إن كذبت وتوليت.
"فلا يخرجنكمامن الجنة فتشقى" فتتعب في طلب رزقك.. وأسند الشقاء إليه وحده؛ لأن طلب الرزق على الرجل.
الجزء السابع عشر:
سورة الأنبياء:
"قلمن يكلؤكمبالليل والنهار من الرحمن" في لفظ (الرحمن) إشارة إلى أن لا حافظ سوى رحمته.
"ففهمناهاسليمانوكلاآتينا حكما وعلما" قال بعضالسلف: لولا هذه الآية لرأيت الحكام قد هلكوا، ولكن الله تعالى حمد هذا بصوابه، وأثنى على هذا باجتهاده.
"وتقطعوا أمرهم بينهم" التفت من التكلم إلى الغيبة؛ لينعي عليهم ما أفسدوه إلى المؤمنين، ويقبح عندهم، كأنه يقول: ألا ترون إلى قبح ما ارتكبوا هؤلاء في ديننا؟
سورة الحج:
"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى" الأُولى: بيان حال المقلدين؛ ولهذا قال: (ويتبع كل شيطان مريد)، وهذه الآية حال المقلدين؛ ولذلك يقول:(ليضل الناس).
"وإذ بوأنا لإبراهيممكان البيت" ذكر مكان البيت؛ لأن البيت ما كان حينئذ.
"فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين" الفاء في خبر الثاني دون الأول، تنبيه على أن عقابهم مسبب من أعمالهم، بخلاف إثابة المسلمين، فإنها فضل.
"أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة" العدول إلى المضارع، للدلالة على بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان.
الجزء الثامن عشر:
سورة المؤمنون:
"ثم أنشأنامن بعدهم قرنا آخرينفأرسلنا فيهم رسولا منهم" جعل القرن موضع الإرسال؛ ليعلم أنه أوحي إليه وهو فيهم، وما جاء إليهم من مكان آخر.
"قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين" تكرار (رب)، حث على فضل تضرع وتواضع وإظهار عبودية وافتقار وعجز.
سورة النور:
"والذين يرمونالمحصناتثم لم يأتوابأربعة شهداءفاجلدوهم" تخصيص النساء لخصوص الواقعة؛ ولأن قذفهن أغلب وأشنع، وإلا فلا فرق فيه بين الذكر والأنثى.
"ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم" جواب (لولا) متروك، ليدل على أنه أمر عظيم لا يكتنه.
"لولاإذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا" الالتفات إلى الغيبة للمبالغة في التوبيخ، والإشعار بأن الإيمان يقتضي ظن الخير بمن هو كنفسه، فإن المؤمنين كنفس واحد.
"ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا" قدم الظرف، وجعله فاصلا بين لولا وفعله؛ لأن ذكره أهم، لبيان أن الواجب عليهم [التناهي] عن التكلم به أول ما سمعوه.
"فمنهم من يمشي على بطنه" كالحية، قدّمه، لأنه أدخل في القدرة وأغرب.
سورة الفرقان:
"ولكن متعتهم وآباءهمحتى نسوا الذكروكانواقوما بورا" هالكين أشقياء، راعوا الأدب، وما قالوا: أنت أضللتهم صريحا؛ لأن المقام غير مقام البسط.
الجزء التاسع عشر:
سورة الشعراء:
"قالرب المشرق والمغرب وما بينهماإن كنتم تعقلون" إن كنتم عقلاء، عارض [إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون]، به، قيل: سؤال فرعون بقوله:(وما رب العالمين) عن حقيقة المرسل، وموسى عرفه بأظهر خواصه وآثاره، إشارة إلى أن بيان حقيقته ممتنع.
"فإنهم عدو لي" أراد أن يقول: عدو لكم، لكن بنى الكلام على التعريض؛ لأنه أدخل في القبول، كقولك لمن يسيء الأدب: ليت والدي أدبني، يعني هل عرفتم أنكم عبدتم أعداءكم؟
"وإذا مرضت فهو يشفين" عطف على الصلة من غير إعادة الموصول؛ لأن الصحة والمرض في الأكثر يتبعان المأكول والمشروب، وراعى الأدب.. وأيضا غرضه تعداد النعم، والمرض من النقم بحسب الظاهر.
"فكبكبوا فيها" الكبكبة: تكرير الكب، جعل تكرير لفظه لتكرير معناه، كأنه ينكب فيها مرة بعد أخرى.
"فما لنا من شافعينولاصديق حميم" لتعدد أنواع الشفعاءجمع الشفيع، بخلاف الصديق، ولأن الصديق الحقيقي قليل؛ ولذلك قيل هو اسم لا معنى له.
"في جنات وعيون وزروع ونخل" إفراد النخل لفضله على الأشجار.
"كذّب أصحاب الأيكةالمرسلين إذ قال لهم شعيب" لم يقل هنا: أخوهم، مع أنه أخوهم نسبا؛ لأنه نسبهم إلى عبادة شجرة، فقطع نسبة الأخوة بينهم.
"نزل بهالروح الأمين(على قلبك)" لأنه بلسانك ولغتك، فتفهمه أولا من غير أن تلاحظ الألفاظ كيف جرت، ولو لم يكن بلغتك لكان نازلا على سمعك تسمع الألفاظ أولا، ثم تخرج المعاني منها وإن كنت ماهرا بتلك اللغة أيضا.
سورة النمل:
"إذ قاللقومه أتأتون الفاحشة" كأنها لقبحها ليست الفاحشة إلا إياها.
"وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به" عدل إلى التكلم، للتنبيه على أن الإنبات الذي هو عندكم من أنفع الأشياء مختص به لا يقدر عليه غيره.
الجزء العشرون:
سورة القصص:
"واضمم إليك جناحك من الرهب" عن ابن عباس وغيره: إذا خاف أحدٌ، ووضع يده على فؤاده، يخف ويزول خوفه.
"من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه" وصف الليل دون النهار؛ لأن النهار مستغن عن الوصف.
"بليل تسكنون فيهأفلا تبصرون" ختم الأولى بقوله:(أفلا تسمعون)، والثانية بـ:(أفلا تبصرون)؛ لمناسبة قوة السامعة بالليل، وقوة الباصرة بالنهار.
"تلك الدار الآخرة" في (تلك) الإشارة، تعظيم للآخرة، أي: التي سمعت بذكرها، وبلغك وصفها.
"ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين (عملوا السيئات)" من وضع الظاهر موضع المضمر، لزيادة تبغيض السيئة إلى قلوب السامعين.
الجزء الحادي والعشرون:
سورة العنكبوت:
"من كتاب ولا تخطه بيمينك" ذكر اليمين زيادة تصوير لما نفى عنه من كونه كاتبا.
سورة الروم:
"ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله" الاقتصار على جزاء المؤمن للإشعار بأنه المقصودبالذات، أو الاكتفاء على فحوى قوله: (إنه لا يحب الكافرين)، فإن فيه إثبات البغض لهم والمحبة للمؤمنين، و(من فضله) دال على أن الإثابة تفضل محض.
"يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون" الأصل: على قلوبهم، وضع المظهر موضع المضمر؛ لبيان جهلهم.
سورة لقمان:
"ولا مولودهو جاز عن والده شيئا" قيل: تغيير للأسلوب بطريق التأكيد؛ لقطع أطماع المؤمنين أن ينفعوا آباءهم الكفرة في الآخرة.
سورة السجدة:
"وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدونبأمرنا لما صبرواوكانوا بآياتنا يوقنون" وكأن هذه الآية وعد وتسلية لنبيه عليه الصلاة والسلام، وإرشاد لأصحابه وأمته.
الجزء الثاني والعشرون:
سورة الأحزاب:
"وداعياإلى اللهبإذنه" بتيسيره، قيد الدعوة به، إيذانا بأنه أمر صعب لا يتيسر إلا بإعانته.
"لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن" سئل عكرمة والشعبي: عن سبب ترك ذكر العم والخال؟ فقالا: لأنهما يصفانها لبنيهما، وقيل: لأنهما بمنزلة الوالدين فلا حاجة.
سورة سبأ:
"اعملواآل داوود شكرا" الشكر على ثلاثة أضرب: بالقلب وباللسان وبالجوارح، فقال:"اعملوا" لينبّه على التزام الأنواع الثلاثة.
"وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" ليس هذا على سبيل الشك، بل على الإنصاف في الحجاج، وهو أبلغ من التصريح في هذا المقام.
"قل لا تسألون عما أجرمناولا نسأل عما تعملون" وهذا أيضا من الإنصاف في غايته، حيث أسند الإجرام إلى نفسه، والعمل إليهم.
"ويقولون متى هذا الوعدإن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوملا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون" هذا جواب إنكارهم القيامة، لوحظ في الجواب المقصود من سؤالهم، لا ما يعطيه ظاهر اللفظ–فإن ظاهر اللفظ أنهم سألوا عن وقت الساعة، وأجيبوا عن أحوالهم، ولكن ليس مقصودهم إلا إنكار الساعة.. فالجواب مطابق للمقصود-.
سورة فاطر:
"والله هو الغني الحميد" زيادة قيد الحميد؛ ليعلم أنه جواد منعم؛ فإن الغنى بدون الجود غير محمود.
الجزء الثالث والعشرون:
سورة يس:
"سلامقولا من رب رحيم" يسلم الله عليهم بغير واسطة، تعظيما لهم، وهذا غاية مناهم.
"أوليس الذي خلق السماوات والأرضبقادر على أن يخلق مثلهم (بلى)" جواب من الله، وفيه إشعار بأنه لا جواب سواه.
سورة الصافات:
"أذلك خير نُزلاً" فيه دلالة على أن لهم غير ذلك من نعم الله–فإن النزل ما حضر للضيف من الطعام حتى يتهيأ له الضيافة-.
"إنه من عبادنا المؤمنين" علة للإحسان، ومنه علم أن الإيمان هو القصارى في المدح.
"فبشرناه بغلام حليم" فيه بشارة أنه ابن ينتهي في السن إلى أن يوصف بالحلم، وهو إسماعيل على الأصح نقلا ودليلا.
"وبشرناه بإسحاقنبيا من الصالحين" المقصود الأصلي في هذه المرة: البشارة بالنبوة، وأما الصلاح بعد النبوة، فلتعظيم شأن الصلاح، وأنه الغاية والمقصود الأصلي.
سورة ص:
"بل هم في شك من ذكريبل لما يذوقوا عذاب" فإذا ذاقوه زال عنهم الشك من العناد والحسد وحين العذاب لم يبق عناد –لأن الحسد إنما يكون في حال رفاهية، فحين العذاب يزيل الحسد، فيزيل الشك-.
سورة الزمر:
"أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (قل هل يستوي الذين يعلمون)" وهم القانتون، وفي هذه أدلة واضحة على أن غير العامل كأنه ليس بعالم.
الجزء الرابع والعشرون:
"ليكفّر الله عنهم أسوأ الذي عملوا" يُعلم من تخصيص الأسوأ أن غير الأسوأ أولى بالتكفير.
"حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها" قيل: الواو للحال، أي: وقد فتحت، فهو يدل على أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم، بخلاف أبواب جهنم.
"فادخلوها خالدين" حذف جواب إذا، إشارة إلى أنه شيء لا يحيط به الوصف، كأنه قال: إذا جاءوها، وكذا وكذا سعدوا وفازوا وفرحوا..
سورة غافر:
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به" فائدة إثبات الإيمان لهم: إظهار فضل الإيمان والترغيب فيه، كإثبات الصلاح والصدق للأنبياء.
"ذروني أقتل موسىوليدعربه" فيه دليل على أن قوله: ذروني، تمويه وتورية، فإن ظاهره الاستهانة به وباطنه الخوف من دعائه ربه. [لأنه كان سفاكا لا يشاور أحدا]
"وإن يك صادقا يصبكمبعض الذي يعدكم" فيه إظهار الإنصاف، وكمال الشفقة؛ فإنه بنى الكلام في النصح على التنزّل.
"وحاق بآل فرعون" بفرعون وقومه، واستغنى بذكرهم عن ذكره للعلم بأنه أولى بذلك.
"والنهار مبصرا" الإبصار في الحقيقة لأهل النهار، فأثبته له مجازا أو مبالغة، وجعله حالا، ولم يقل: لتبصروا فيه، لتلك الفائدة.
سورة فصلت:
"وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا" خص الجلود بالسؤال؛ لأن الشهادة منها أعجب؛ إذ ليس شأنها الإدراك، بخلاف السمع والبصر.
الجزء الخامس والعشرون:
سورة الشورى:
"حرث الآخرة" أي: زرعها، سمي عمله زرع الآخرة؛ لأن الفائدة تحصل فيها.
"فما أُوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى" لما كانت سببية كون الشيء عند الله تعالى لخيريته أمرا مقررا في العقول، غنيا عن الدلالة عليه بحرف موضوع له، بخلاف سببية كون الشيء عندكم، لقلته وحقارته، أتى بالفاء في الأول دون الثاني.
"فمن عفا وأصلح فأجره على الله" أبهم الجزاء للتعظيم.
"ويهب لمن يشاء الذكور" تأخير الذكور؛ لأن سياق الكلام في إطلاق مشيئة الله تعالى من غير اختيار لغيره، والإناث مما لم يشأه الوالدان، وأيضا للمحافظة على الفواصل، ولذا عرفه، أو لجبر التأخير، أو قدمهن توصية برعايتهن لضعفهن، لا سيما وكن قريبات العهد بالوأد.
"أو يزوجهمذكرانا وإناثا" ذكر هذا القسم بلفظه أو من غير ذكر المشيئة؛ لأنه ليس قسيما على حدة، بل تركيب من السابقين؛ كأنه قيل: يهب لمن يشاء إناثا منفردات وذكورا كذلك أو مجتمعين.
سورة الزخرف:
"وفيهاما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين" كأنه لم يعتد بمستلذات السمع والشم والذوق في جنب مستلذات العين، فلم يذكرها.
الجزء السادس والعشرون:
سورة الأحقاف:
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا"(ثم) لتراخي مرتبة الاستقامة، فإن لها الشأن كله.
"قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى" لم يذكروا عيسى؛ لأن الإنجيل فيه مواعظ، وقليل نادر من الأحكام، فهو كالمتمم للتوراة.
سورة محمد:
"والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد" تخصيص بعد التعميم تعظيما لشأنه.
"أفلا يتدبرون القرآنأم على قلوب أقفالها" تنكير قلوب، للتهويل، كأنه قيل: لا يقادر قدرها في القسوة والإقفال، أو لأن المراد قلوب بعض، وإضافة الأقفال للدلالة على أقفال مناسبة لها، لا تجانس الأقفال المعهودة.
سورة الفتح:
"لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله"، الاستثناء، لأجل تعليم العباد لا للشك.
سورة الحجرات:
"فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل" قيّد بالعدل هاهنا؛ لأنه مظنة الحيف لما أنه بعد المقابلة– يعني الناصح لما تقاتل مع الباغي ربما أثار غضبه، فحين الإصلاح لا يراعي العدل-.
"فأصلحوا بين أخويكم" عدل من (بينهم) إلى (بين أخويكم)؛ للدلالة على أن المصالحة بين الجماعة أوكد وأوجب، إذا لزمت بين الأقل، فبين الأكثر ألزم.
"ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" زيادة (ما) لمعنى التوقع، فإن هؤلاء قد آمنوا بعد.
الجزء السابع والعشرون:
سورة النجم:
"قابقوسين(أو أدنى)"الغرض نفي ما زاد عليه.
"فأوحىإلى عبده (ما أوحى)" فيه تفخيم للموحى به.
"ما زاغالبصروما طغى" ما تجاوزه، وهذا وصف أدبه صلى الله عليه وسلم، -وتمكنه عليه السلام، فإنه ما فعل إلا ما أمر به.
سورة القمر:
"فذوقوا عذابي ونذر* ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" كرره في كل قصة، للتنبيه على أن كل واقعة لابد أن يتأمل فيها، ويعتبر منها، ولا يغفل عنها.
سورة الرحمن:
"الرحمن علم القرآن" لما كانت السورة في تعداد النِّعم، صدرها بالرحمن.
"وعبقري حسان" نعت بطائن فرش الأولين، وسكت عن ظهائرها، إشعارا بأن وصفها متعذر، فأين هذا من ذاك؟.
سورة الحديد:
"سبّح" جاء في مفتتح السور بلفظ الماضي، والمضارع، والمصدر، والأمر، إشعارا بأن الموجودات من الابتداء إلى الانتهاء مقدسِّة لذاته طوعا أو كرها.
الجزء الثامن والعشرون:
سورة المجادلة:
"رضي الله عنهم ورضوا عنه" لما سخطوا على القرائب لله تعالى، عوضهم بالرضا عنهم وأرضاهم عنه بما أنعم عليهم من الفضل العظيم.
سورة الحشر:
"وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله" وفي هذا النظر [تقديم الخبر على المبتدأ حيث لم يقل: إن حصونهم تمنعهم ] دلالة على فرط وثوقهم بحصونهم واعتقادهم أنهم في عزة بسببها.
"والذين تبوءوا الدار والإيمان" التعريف في الدار؛ للتنويه، كأنها الدار التي تستحق أن تسمى دارا.
"تحسبهم جميعاوقلوبهم شتىذلك بأنهم قوم لا يعقلون" فإن العقل هو الداعي إلى الاتحاد والاتفاق.
سورة الممتحنة:
"فإن علمتموهن مؤمنات" بظهور الأمارات، وسماه (علما)، ليعلم أن الظن الغالب في مثل هذا المقام كالعلم.
"ولا يعصينك في معروف" وهو لا يأمر إلا بالمعروف، لكن قيد به للتنبيه على أنه لا يجوز طاعة مخلوق، ولو فرض أنه رسول - الله صلى الله عليه وسلم - في معصية الخالق.
سورة الطلاق:
"ويرزقه من حيث لا يحتسب" عن بعضٍ: إن فيها تسلية ووصية للنساء عند الفراق، فإنهن مضطرات غالبا للغيرة والاحتياج والعجز.
سورة التحريم:
"وكانت من القانتين" التذكير للتغليب، وفيه إشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال الكاملين.
الجزء التاسع والعشرون:
سورة الملك:
"ما ترى في خلق (الرحمن) من تفاوت" وضع الظاهر موضع المضمر تعظيما لخلقهن.
سورة الحاقة:
"ولا يحضعلى طعام المسكين" فيه إشعار بأن تارك الحض بهذه المنزلة، فكيف بتارك الفعل؟ وبأن أشنع الذمائم: البخل، وكان أبو الدرداء يحض امرأته على تكثير المرق للمساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها بالحض؟
"وما هو بقول شاعرقليلا ما تؤمنون* ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون"لما كان عدم مشابهة القرآن للشعر أظهر، ذكر الإيمان مع الأول، والتذكر مع الثاني.
سورة المعارج:
"إن عذاب ربهم غير مأمون" معترضة تدل على أن ليس لعاقل الأمن من عذاب الله.
سورة نوح:
"مما خطيئاتهمأغرقوافأدخلوا نارا"التعقيب لعدم الاعتداد لما بين الإغراق والإدخال، كأنه نومة.
سورة الجن:
"وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرضأم أراد بهم ربهم رشدا" هذا من أدبهم، حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل.
"لن نعجز الله في الأرضولن نعجزههربا" فائدة ذكر الأرض: تصوير أنه مع تلك البسطة ليس فيها بمهرب من الله.
سورة القيامة:
"إلى ربها ناظرة" النظر إلى غيره في جنب النظر إليهلا يعد نظرا، ولهذا قدم المفعول.
الجزء الثلاثون:
سورة النبأ:
"ثم كلا سيعلمون" تكرير للمبالغة، و "ثم" للإشعار بأن الوعيد الثاني أشد.
سورة عبس:
"ووجوه يومئذ عليها غبرةترهقهاقترةأولئك هم الكفرة الفجرة" جمع الغبرة إلى سواد الوجه؛ لجمعهم الفجور إلى الكفر.
سورة المطففين:
"وإذا كالوهمأو وزنوهميخسرون" هؤلاء كأن عادتهم في أخذ حقهم من الناس الكيل دون الميزان، ليمكنهم الاكتيال من الاستيفاء والسرقة بتحريك المكيال ونحوه ليسعه، وأما إذا أعطوا كالوا ووزنوا لتمكنهم من البخس في النوعين جميعا، ولذا ما ذكر الوزن في الأول.
سورة الغاشية:
"ثم إن علينا حسابهم" تقديم الخبر، للتخصيص والتشديد في الوعيد.
سورة الماعون:
"فويل للمصلين" أي: لهم، وضع موضع الضمير، للدلالة على معاملتهم مع الخلق والخالق.
سورة الكافرون:
"ولا أنتم عابدونما أعبد" لم يقل: ما عبدت؛ لأنه لم يطابق المقام؛ لأنهم ينكرون ما هو عليه بعد النبوة، ويعتقدونه ويعظمونه قبلها.
سورة الناس:
"قل أعوذ برب الناس" أضاف إلى الناس هاهنا، لأن وسوسة الصدر، المستعاذ منه في تلك السورة لا تكون إلا للإنسان، فكأنه قال: قل أعوذ بربي من شر موسوسي.
والحمد لله أولاً وآخراً.

 

=========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب رياض الصالحين ..ابواب

  كتاب رياض الصالحين ابواب باب بر الوالدين وصلة الأرحام قال اللَّه تعالى (النساء 36): {واعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وبالوال...